بسم الله الرحمن الرحيم ،،،
لطالما كان التعبير عن مكنون الصدر أمرًا صعبًا وقد يصل إلى الاستحالة في بعض الحالات.
حتى مع وجود شخص يقطع نصف المسافة جازمًا بمعرفة ماخلف الضمير المستتر، مستوعبًا للخط الزمني الذي لم تأت بذكره في حديثك، وقد يصل إلى مرحلة متقدمة يجمع فيها حروفك المبعثرة ليضعها في مكانها السليم. مع هذا كله، قد تجد نفسك في نهاية المطاف في غيابة الصدر تائه وصاحبك المسكين لا يعرف أين يقف. مهلًا، هل يستطيع الوقوف بعد كل هذا؟
ستحاول المرة تلو الأخرى، وستعيد الكره مرات ومرات لكن دون جدوى، لن تستطيع أن تعبر عما يكنه هذا الصدر. لماذا؟
لنفرض حالة مثالية تعبّر فيها أمام شخص هو نصفك الآخر، شخص تشاركه أفكارك جميعها ولا يزاولك شك في غياب أي تأثير سلبي قد تجره هذه المشاركات. لن نتوقف عند مشاركة الأفكار فالأمر أكبر من ذلك، هو شخص تشاركه مشاعرك فوق كل هذا. في ختام هذه الحالة المثالية سيبقي التعبير على خيانته ولن تستطيع إيصال ما تصبو إليه.
وجدت تعليلًا لطيفًا لهذه الظاهرة كتبه الدكتور محمد عابد الجابري في أحد كتبه يقول فيه:
” إن مكنونات الصدر التي من هذا النوع تريد كلها الخروج دفعةً واحدة في حين أن اللغة تفرض عليها الخضوع لنوع من الترتيب والنظام”
لن أزيد في التعليق على الاقتباس، سأدعكم تستمتعون بتفاصيله التي تحيكونها.
دمتم بود.